القيــــــــــــروان: هذا ما يجري بالمنشية...!
حي المنشية بالقيروان هو أكبر الاحياء السكنية ذات الكثافة العالية وهو في حجم عمادة تابعة للقيروان الشماليّة وبها نحو 60 ألف ساكن. ويقع في تخوم وسط مدينة القيروان. ويعاني سكان هذا الحي من صعوبات اجتماعية ومشاكل بيئية نتيجة تراكم الفضلات المنزلية في الأنهج والبطاحي وتحولها الى مصبات عشوائيّة ترتع فيها الكلاب السائبة والمواشي الى جانب تشكل البرك المائية التي تتحول الى مستنقعات اثر نزول الامطار. وتفتقر الاحياء الى التهيئة والى الربط بشبكة تصريف مياه الامطار والى صيانة قنوات التطهير وتحتاج ايضا الى تهيئة الطرقات وتحسين البنية التحتية. كما تبرز مشاكل اجتماعيّة وأمنية أبرزها الانقطاع المبكر للأطفال وانتقالهم الى حالة التشرد والبطالة في مرحلة لاحقة وتعرضهم الى خطر الجريمة بأنواعها. خاصة وان الحي الواسع الكثيف بالسكان تنشط فيه عمليات بيع الخمر خلسة والمخدرات والجرائم بأنواعها. و توجد بالحي حالات اجتماعيّة حرجة تتراوح بين الفقر المدقع نتيجة غياب موارد رزق والبطالة وحالات الاعاقات في وسط الابناء والعجز في صفوف المسنين. ويحتاج كل ذلك الى آليات تدخل لضمان الحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة والبيئيّة. ويطلق على اسم حي المنشية مجازا اسم حي النور، ولكن هذا الحي يغرق في الظلام الموحش ليلا نتيجة غياب الانارة العمومية. حيث لا تتم صيانة الفوانيس المعطبة والمهشمة الا عند دفع 20 د لعون بلديّة عندها تظهر الفوانيس التي يقول اعوان البلديّة انها مفقودة وهي رواية عديد المواطنين الذين تعهدوا بدفع المال على حسابهم لاصلاح اعطاب الفوانيس. وقد احتج سكان الحي مرارا منذ الثورة على الوضع المزري وطالبوا السلط الجهويّة بالتدخل لتحسين الاوضاع وايجاد آليات مساعدة اجتماعية وصحية وتدخل بيئي. وينتظرون تنفيذ الوعود التي قدمها الوالي الاسبق اثر زيارة للحي. حيث لم تشفعها زيارات اخرى للولاة اللاحقين ولا تفعيل الوعود السابقة. من جهته ادى فريق من المنتدى التونسي للحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة زيارة ميدانية الى الحي واتفقوا مع اهالي الجهة على رفع مطالبهم الى السلط الجهوية وتبني حقوقهم البيئة والاجتماعيّة. ومن المنتظر ان يتم تنظيم وقفة احتجاجيّة أمام مقر ولاية القيروان احتجاجا على تراخي البلدية وغياب تفاعل السلط الجهويّة.
ناجح الزغدودي
ناجح الزغدودي